عثمان زوهري ابن اغبالة ينال شهادة الدكتورة على موضوعه حول قبيلة أيت حمامة بأيت سخمان



أمس السبت 6 فبراير الجاري مشروع أطروحة
بحثه لنيل شهادة الدكتوراه في تكون التاريخ والتراث الجهوي بقاعة المحاضرات التابعة لكلية الآداب والعلوم الانسانية حول موضوع "المجال والحياة اليومية بقبيلة أيت حمامة (أيت سخمان الشرق) ما بين 1922 – 1956.

وقد نوهت اللجنة العلمية المناقشة لأطروحة الباحث زوهري، بجودة العمل وبأهمية الموضوع المدروس في فترة تاريخية مضبوطة وباعتبار الأطروحة ستشكل خارطة طريق للباحثين في التاريخ الجهوي وكذا الوطني مستقبلا.

ونال الأستاذ الباحث عثمان زوهري، درجة دكتوراه في التاريخ والتراث الجهوي بميزة مشرف جدا مع توصية اللجنة المناقشة بطبع العمل ونشره ليكون في متناول الباحثين والمهتمين بالتاريخ الجهوي والوطني.

وأكد الباحث على هامش قراءة تقرير مفصل حول مشروع بحثه، أن الاشتغال على هذا الموضوع يمكن تبريره كذلك إلى جانب شح المصادر الاخبارية التقليدية في ذكر والاشارة لمجال الدراسة، بطبيعة المفهومين اللذين ينهض عليهما هذا العمل انطلاقا من المجال في أبعاده الجغرافية والترابية والرمزية والسياسية والعقارية كإشكال تاريخي ومنطلق نظري على عهد الحماية الفرنسية، وكذا مفهوم الحياة اليومية بالمجال المدروس بمستوياتها المعقدة باعتبارها مداخل لقراءة الاستعمار في سياساته المختلفة وفي فهم طبيعة التصدع الذي عرفته مختلف المؤسسات وبنيات المجتمع المغربي خلال هذه الفترة.

وأبرز الباحث أن الحياة اليومية هي بمثابة مداخل لقراءة الفعل التاريخي في فترة محددة، ومقاربة ذهنيات المجتمع المحلي لأيت حمامة ومجمل حساسيات جماعاته، مشيرا أن موضوع هذه الأطروحة جاء مساهمة في كتابة بعض جوانب من تاريخ أيت حمامة الحديث والمعاصر.

وركز زوهري حديثه على تطابق مفهوم المجال مع الحياة اليومية في إشكالية تاريخية محددة وفي إطار تاريخي مضبوط، ومساهمة مفاهيم هذه الأطروحة في فهم مجمل التحولات التي أحدثها الاستعمار بقبيلة أيت حمامة وهي تحولات كمية وكيفية طالت مجالهم ويوميهم.

الباحث أشار في كلمته بالمناسبة إلى أن المجال مؤشر تاريخي على الوقائع والأحداث، وأن إشكالية الأطروحة تقوم على هذا المفهوم فاليومي هو الدينامية البشرية والحركية والصراع والتواصل وغيرها، بالإضافة كذلك إلى أن اليومي مادة للزمن التاريخي واليومي وأنه كذلك منتوج البنيات داخل المجال ويتموقع مع التقاطع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والذهني لقبيلة أيت حمامة.

وذكر المحتفى به أن طبيعة موضوع الأطروحة والاشكالية وجهت البحث نحو اعتماد منهج تاريخي منفتح على بعض المقاربات، والاعتماد على مقاربات بعض العلوم ومنها الانتروبولوجية التاريخية وعلمي النفس والاجتماع والإحصاء الوصفي، إلى جانب بناء مفاهيم الأطروحة.

ووزع الطالب الباحث مشروع أطروحته إلى أربعة فصول، مخصصا الفصل الأول للإطار الجغرافي والتاريخي والبشري لأيت حمامة، ووضع القبيلة في إطارها الجغرافي والبشري والتاريخي قصد تعرف ما كان يميز خصائصهم الطبيعية والتاريخية والبشرية،
وانصب اهتمام الباحث في الفصل الثاني على المجال الترابي وبنية مجتمع قبيلة أيت حمامة إبان فترة الحماية الفرنسية 1922 و 1956، أما الفصل الثالث فركز على يومي أيت حمامة تحت سلطات الحماية، ووقف الباحث في الفصل الرابع والأخير على جوانب من ذهنيات ساكنة أيت حمامة ومواقفهم في وضعية خاصة إبان الحماية الفرنسية.

واعتمد الباحث في موضوع بحثه على عدة مصدرية ووثائقية إلى جانب الإعتماد على الأرشيف اليهودي والوثائق والتقارير السياسية والإدارية والإقتصادية والمراسلات والمعاينات التقنية والطبوغرافية وغيرها.

وفي كلمة له أكد الدكتور محمد العاملي أن هذه المشاريع البحثية ثمار الانشغالات الكبرى التي تمت صياغتها منذ سنوات مضت، من أجل بلورة مشاريع ومواضيع لها علاقة بحقل تخصص التاريخ ومرتبطة بكل القضايا التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي تتمحور حول تاريخ وتراث جهة تادلة أزيلال سابقا وجهة بني ملال-خنيفرة حاليا.

وأبرز العاملي أن تكوين الدكتوراه في التاريخ والتراث الجهوي، كان من ضمن أولوياته الانفتاح على محيط المؤسسة والانشغالات الكبرى التي وجهت هذا المشروع منذ بدايته وإبراز مختلف مقومات جهتنا للمساءلة حول إمكانية الإسهام في التنمية الجهوية التي تشغل جل الفاعلين السياسيين والباحثين.

من جهته نوه الدكتور سمير بوزويتة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، بعمل الطالب وبأهمية موضوع الدراسة حيث وصف الأطروحة بأنها تستحق أن ترقى إلى مستوى أطروحة دكتوراه الدولة، أما الأستاذة سعاد بلحسين فأبرزت قيمة البحث وأهميته العلمية والأكاديمية باعتباره إضافية نوعية في ميدان البحث التاريخي الجهوي والوطني، مشيرة أن هذه المواضيع هي الثمرات الأولى لمشروع انخرط فيه الأساتذة منذ سنوات، وأبرز الأستاذ محمد حواش في كلمة له بالمناسبة أهمية موضوع البحث وأنه بحث موسوعي يستحق التنويه والإشادة، لكونه إضافة نوعية للخزينة الوطنية وخارطة طريق 
للباحثين مستقبلا.
khala ousba

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تم رفض توزيع الملابس المستعملة احد الدواوير التابعة لأزيلال

نداء بحت عن مهاجرين اختفو مند 28-12- 2020